مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني *** وقَدْ تَمادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
تَمُرُّ ساعاتُ أَيَّامي بِلا نَدَمٍ *** ولا بُكاءٍ وَلاخَوْفٍ ولا حَزَنِ
أَنَا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْوابَ مُجْتَهِداً *** عَلى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُني
يَا زَلَّةً كُتِبَتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ *** يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني
دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدِبُها *** وَأَقْطَعُ الدَّهْرَ بِالتَّذْكِيرِ وَالحَزَنِ
تجتمع على الواحد منا في فترات من حياته ثالوث الخطر ( النفس - الهوى - الشيطان ) فتزل به قدمه و يهوي في ظلمات الردى ، ثم ما يلبث أن يستيقظ من غفلته إما بحادثة تحصل له أو لقريب له أو ربما رؤيا يراها و أخيرا ربما يريد الله به خيرا فيستيقظ من نفسه دون حدوث ما يزعجه .
عندها فقط يقف متأملا و ربما متألما ، فإن كانت يقظته تقوده إلى عودة حقيقية إلى ربه فإن الألم هذا له طعم حتى و إن كان مرا ، فإن ألم الدنيا أرحم و أبرد من ألم الآخرة بكثير ، و لكن ما ألذ هذا الألم إذا انقلب إلى سعادة حقيقة برفعة في الدرجات و تكفيرا للسيئات ، يقول الله تعالى ( إلا من تاب و آمن و عمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما )
و عندما تتفكر في حلم الله عليك و أنت تبارزه بالمعصية ( مع اختلاف تسمية المعصية في نظر الكثيرين ) أيا كان نوعها ،عندما تتفكر في هذا و أن الله لم يقبض روحك و أنت تمارس معصيتك و خطيئتك ، فإنه يجب عليك أن تشكر الله أن منحك فرصة للتوبة و يجب عليك أن لا تفوت هذه الفرصة و لا تسوف فإن الموت إنما تخطاك إلى غيرك و سيتخطى غيرك إليك .
و عندما تتفكر في كثير من الأمور فإنك ترى حلم الله علينا مع أننا أهل للعقاب و أهل للعذاب و لكن الله رحيم ودود حليم .
فاللهم بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أحييني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني ما كانت الوفاة خيرا
ربي إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا كبيرا و لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلي مغفرة من عندك و ارحمني انك أنت الغفور الرحيم
ربي برحمتك استغيث برحمتك استغيث برحمتك استغيث فكفني شر كل ذي شر لا أطيق شره
اللهم استرنا فوق الأرض و ارحمنا تحت الأرض ولا تفضحنا يوم العرض
إبلاغ